«رسالة من  ابنه» قصيدة للشاعر محمد الشحات

الشاعر محمد الشحات
الشاعر محمد الشحات

أجري الشاعر الكبير محمد الشحات عملية جراحية كبري لإزالة ثلاثة أورام علي الشريان الأورطي والصدر أجراها له الأستاذ الدكتور هاني حسن أستاذ الجراحة بكلية طب عين شمس بمعاونة فريق كبير من المساعدين وقام الدكتور محمد الجندي أستاذ التخدير بتخدير  الشاعر في عملية استغرقت خمس ساعات خرج علي إثرها للرعاية المركزة ثم إلى غرفة عادية وهو الآن يتماثل  للشفاء وكان الشاعر قد كتب قصيدة قبل دخوله غرفة العمليات يصف فيها ما سوف يحدث له حيث قال فيها:

 

خفقَ الصدرُ

 مخافةَ ألا ينتبَهَ الجرّاحُ

 لما يحملُهُ من وجعٍ

فأشرتُ عليه بأن يتركَني

 حتى أفرغَهُ

 فجلست وحيداً

ومسحتُ عليهِ

وأشرتُ إلىٰ أوردتي

أن تُخرجَ ما تحمله من ألمٍ

ونظرتُ إليهْ

. . .

كانت أفراخُ الحزنِ

 قد ارتكنَت تنقرُ في أسوارِ الصدرِ

 تحاول أن تفتحَ نافذةً تعبرها

كي تهربَ

فرفعتُ يدى كي أُوقفها

زحف الألمُ إلي حيزومِ الصدرِ

وحطَّ على شريانِ القلبِ

وما إن بدأَ الجرّاحُ يحركُ جسمَ الورمِ ،

بمِشرطِهِ

حتي امتعضَ ، وأبدى دهشتَهُ ،

وتهيأ كي ينفلتَ

ويهرُبَ

إلا أن المشرطَ عاجلَهُ

كى يجتثَّ جذورَ الورمِ الملتفّةِ

لم يرتبكِ الجراحُ لصرخاتِ الألمِ

وواصل نزعَ الورمِ ،

مخافة أن يرجعَ

كان الوقت يلملمُ ما بقيَ ،

مِن الآلامِ

 لتبدأَ رجرجةُ الصحوِ

فسبحانك ربى حين استلقيتُ

رأيت جنودكَ  تنفذ كي تخترقَ الألمَ

وتنزعه نزعاً

رحماتُكَ وسعتني

فدخلت إليها

فارفع عني غطائي

كيما أرجعَ

أدخلني في رحمتكَ ،

فلن يشفينا

إلا أنت